يوم التحريرالاقتصادي
"يوم التحرير": إعلان ترامب الاقتصادي لاستعادة سيادة الصناعة الأمريكي
في خطوة مثيرة للجدل ومثقلة بالرمزية، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يوم الثاني من أبريل 2025 "يوم التحرير"، وذلك بمناسبة توقيع أمر تنفيذي بفرض رسوم جمركية متبادلة على الواردات من مختلف دول العالم. واعتبر ترامب هذا الإعلان بمثابة "إعلان الاستقلال الاقتصادي"، مشيرًا إلى أنه يمثل ولادة جديدة للصناعة الأمريكية واستعادة لمصير البلاد في أن تعود دولة مزدهرة وقوية صناعيًا.
الرسوم المتبادلة: مبدأ المعاملة بالمثل
وفقًا للأمر التنفيذي الذي وقّعه ترامب، فإن الولايات المتحدة ستفرض رسومًا جمركية على الدول الأجنبية تعادل تلك التي تفرضها هذه الدول على الصادرات الأمريكية، أو ما يقارب نصفها في حالة وجود حواجز تجارية غير نقدية. والهدف من هذه السياسة هو التصدي لما وصفه ترامب بـ"عقود من النهب الاقتصادي والسرقة التجارية" التي تعرّضت لها الولايات المتحدة من قبل خصومها وحتى حلفائها.
خلفية القرار: استغلال طويل الأمد
برّر ترامب هذه الخطوة الحاسمة بأن أمريكا كانت ضحية لنهب اقتصادي على مدى عقود، ما أدى إلى تدهور أوضاع عمال الفولاذ والسيارات والمزارعين والحرفيين. واتهم الحكومات الأجنبية بسرقة الوظائف ونهب المصانع وتمزيق "الحلم الأمريكي". كما وجّه انتقادات لاذعة للإدارات الأمريكية السابقة التي اعتبرها متقاعسة في الدفاع عن مصالح البلاد الاقتصادية.
أمثلة على الممارسات التجارية غير العادلة
استعرض ترامب في خطابه عدة أمثلة على ما يعتبره ممارسات تجارية ظالمة:
- فرض تايلاند والهند وفيتنام رسومًا أعلى على الدراجات النارية الأمريكية مقارنة بالرسوم الأمريكية.
- الاتحاد الأوروبي والهند يفرضان رسومًا باهظة على السيارات الأجنبية.
- حواجز غير نقدية مدمرة مثل التلاعب بالعملات، ودعم الصادرات، وسرقة الملكية الفكرية، وضرائب القيمة المضافة الباهظة، وقوانين التجارة الظالمة.
- عوائق أمام بيع السيارات الأمريكية في كوريا الجنوبية واليابان.
- قيود كندية على منتجات الألبان الأمريكية.
- حظر أوروبي على الدواجن الأمريكية.
- حظر أسترالي على لحم البقر الأمريكي، رغم استيراد الولايات المتحدة للحوم أسترالية.
- رسوم مرتفعة على الأرز الأمريكي في الصين وكوريا الجنوبية واليابان.
تفاصيل الرسوم الجديدة
بموجب الأمر التنفيذي:
- رسوم بنسبة 25% ستُفرض على جميع السيارات الأجنبية.
- ستُحسب الرسوم على دول أخرى وفقًا لمعادلة تجمع بين رسومهم وحواجزهم التجارية، ويتم فرض ما يعادل نصف هذه النسبة كرسوم أمريكية.
- حد أدنى للرسوم بنسبة 10% على جميع السلع الأجنبية.
نتائج متوقعة
يرى ترامب أن هذه الإجراءات ستؤدي إلى عودة الوظائف والمصانع إلى أمريكا، وتعزيز القاعدة الصناعية المحلية، وفتح الأسواق الخارجية أمام المنتجات الأمريكية، مما سيعزز التنافسية ويقلل الأسعار للمستهلكين. كما أشار إلى أن العوائد الناتجة عن هذه الرسوم ستُستخدم في خفض الضرائب وسداد الدين الوطني.
انتقادات للسياسات السابقة
لم يَفُت ترامب أن يُكرر هجومه على الاتفاقيات التجارية السابقة مثل نافتا، والتي وصفها بأنها "أسوأ صفقة تجارية في التاريخ"، مُحمّلاً إياها مسؤولية فقدان أكثر من 90,000 مصنع وخمسة ملايين وظيفة صناعية. كما اعتبر العجز التجاري المزمن تهديدًا للأمن القومي الأمريكي.
استثمارات ضخمة في الاقتصاد الأمريكي
اختتم ترامب خطابه بالإشارة إلى التزامات استثمارية ضخمة من قبل شركات كبرى مثل:
Apple، Nvidia، Meta، Oracle، Soft Bank، TSMC، GM، Honda، Hyundai وغيرها، موضحًا أن هذه الاستثمارات هي ثمرة السياسات الجديدة التي تحفّز الإنتاج والتصنيع داخل الولايات المتحدة.
أجندة تشريعية مقبلة
أشار ترامب إلى أنه يعمل مع رئيس مجلس النواب مايك جونسون وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون على تمرير قانون اقتصادي شامل، يتضمن خفضًا كبيرًا في الضرائب وحوافز استثمارية جديدة، مع التأكيد على عدم المساس بمنافع الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية. كما اقترح إعفاءً ضريبيًا على القروض الممنوحة لشراء سيارات مصنّعة بالكامل في أمريكا.
خلاصة
يمثل "يوم التحرير" بالنسبة لترامب لحظة تاريخية لتحرير الاقتصاد الأمريكي من القيود الأجنبية واستعادة هيبته الصناعية. وعلى الرغم من الجدل الكبير حول فعالية الرسوم الجمركية المتبادلة، فإن هذه السياسة تعكس توجّهًا واضحًا نحو الحمائية الاقتصادية ورفض التجارة غير المتكافئة التي يتهم بها ترامب العديد من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.